
بقلم :متوكل طه محمد
عندما تم اختيارى واحد من أعضاء مبادرة لجنة كيلة الفاشر التى أطلقها عمنا عروة عبدالفتاح عامر من مروى ابدوم ايقنت ان ال عامر دوما أصحاب مبادرات خلاقة بدءا بعبدو عامر العم الاصغر لعروة من منا لايعرف عبدو عامر الذى يسترنا ونحن نودع هذه الفانية مامن مغادر الى هذه الفانية الا عبدو عامر حاضر يجهز المقبرة والطعام لاهل المتوفي تعرفه أحياء الخرطوم بحرى وحتى جارتى العمة سامية عامر بشرق النيل أطلقت قبل سنوات الوجبة الاولى بعد دفن أحد الأعزاء تاتئ من المقابر وتجد كل شئ جاهز هذه عائلة عامرة بفعل الخيرات ولهم من اسم جدهم نصيب نسأل الله أن يحفظ هذه الجينات فيهم يتوارثونها جيل بعد جيل مثلما يتوارث ال شيبة مفاتيح الكعبة المشرفة
اطلق عمنا عروة عامر مبادرة كيلة الفاشر وهو يشاهد الامباز ينعدم من سوق الفاشر بعد صار قطعة امباز وجبة تسد رمق الجوعى والمحاصرين بالفاشر
ويبدو ان برنامج الغذاء العالمي اصبح عاجزا عن القيام بدوره ولو كنت مسؤولا عن ترشيح شخصية العمل الانساني فنرشح
**عمنا عروة* وهو واحد من أهلنا بمروى عاش تحت ظلال النخيل
.. وحينما تفكر في الكتابة عن عمته النخلة تتذكر عمته سامية وشقيقها عبدو.. فأنت تضع نفسك في موقف لا تُحسد عليه ، لأنك حينها يجب أن تكتب عن الدهشة بكل تفاصيلها . . وتحكي ملامح الغد المأمول .. وترسم بشارات الأمل المرتجى ..فى فعل الخيروالله قد حبانا بنخل وفير بالشمالية
والنخلة ليست مجرد نبتة تُزرع وتُروى وتُحصد ثمارها آخر العام ..
فهي في عرف أهلنا كائن حي .. يعطي بسخاء .. ويمنح بأريحية .. ويوفي بإحساس متعاظم .. لذلك تجدهم يبادلونها هذا العطاء .. فيحسنون زراعتها .. ويتعهدونها بعظيم العناية .. ويغدقون عليها من مُعينات النشأة والبقاء .. وحينما تصل مرحلة البلوغ .. فهي إذن فلذة كبدٍ تحاط بكل الرعاية والاهتمام ..
ثم تبدأ رحلة الإنجاب :
وفيها قال شاعرنا السر عثمان الطيب
*الليلي التمر جَبّد ..
وبُكرة يقولوا لَيْ فقَّشْ
وأبوي بي تِحْتِي بالو معايا ..
أوع من الجريد الهَشْ* ..
انطلقت مبادرة الفاشر وسارت بها الركبان فى محلية مروى تحت رعاية المدير التنفيذي دفع الله الذى شكل لجنة يقودها المقدم مهند الحربي مدير الجوازات والسجل المدنى بمروى ومعه نفر كريم لانريد ان نذكر اسم احدهم حتى لانفسد صدقاتهم بدءا *بدوانة*وانتهاء بالاخت امينة جيب الله
واهلنا بغرب السودان نشرح لكم مخاض التمر
وبعد أن (يجبِّد التمر) .. و(يَفْقِشْ) !! يخرج منه (الدِّفِيق) .. ثم (الهَرود) .. و(الصِفُّوري) … و(أم راس) …. ومع الوصول إلى آخر مراحل النضج والاستواء يبدأ( حش التمر) ….
وقبل ان تحش تمرك وترصه علي الحطب وفلق الدقش تذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة
كيلة تمر ترسلها صدقة قدامك تسكنك جنات النعيم وتكون لك مثل جبل *احد*
ونتذكر كل من كتب حرفا عن هذه الشجرة المباركة
تملا الشواويل … والقفاف …
ينتمّ زين … ينحلّ دين ..
يطلق ضهر زولاً بسيط ..
واقف على حد الكفاف …
لك الرحمه والمغفره شاعرنا حميد وهاهو عروة عبدالفتاح عامر يطلق مبادرته علها تصل الى اهلنا بغرب السودان
شكرا أهلنا بمروى وقراها الممتدة وانتم تتبرعون بالتمر
يوم تقع يا عابرة نخلة … ينقطع تو في صَبُرْنَا
ويوم تقع يا عابرة نخلة .. بنحمل أحزان ما قَدُرْنا
ويوم تقع يا عابرة نخلة .. تملا حلق الزول مرارة (الحِبَيِّبْ)
ولكن (وقوع ) النخلة في عُرف آخرين لا يعني موتها مطلقاً … وربما هو بداية مرحلة جديدة من مراحل العطاء اللا محدود :
النخلة لو عنف الرياح .. والصاقعة .. وأهوال الفصول .. وآفة الذبول
قِدْرَنْ علي ساقا الهَطِيطْ ….. تقع ….. آب تموت …
ولكن !! كيف لم تمت وهي أصبحت مجرد (جسد) مسجى بلا حراك ؟؟؟؟
تلقاها خشت في البيوت .. وبي كل صراح ..
تبروقة … سِجَّاَجة طهورة ..
طبق من العرجون … ضنيب هبابة ..
قُفَّة … وكَسْكَسيقة ..
حبل متين … فتلوهو في ضل الدليب ..
نشلوبو من بير للشراب ..
نسجوبو بنبر وعنقريب …
تلقاها خشت في البيوت ..
ما أعظم هذا المبادرة.. وما أجمل الذين تولوا امرها ليكون عطاءا ممتدا وصدقة لأهلنا الذين غرسوا هذه الشجرة المباركة وبرغم تقادم السنوات .. وتعاقب الأزمنة ما تزال (عمتنا) تجسد أسمى معاني الشموخ والعنفوان .. وستظل رمزاً للعطاء .. والنبل .. والإيثار ..



