رأي

مودة أحمد بحر تكتب : عندما تفقد البراءة حينها يصبح الحب عذابًا

بقلم :مودة أحمد بحر
عادة دفع الأطفال إلى الأقارب في السودان دراسة تكشف عن الوجه الآخر للتماسك الأسري والمجتمعي.
السودان دولة تنوع ثقافي وغنية، وتتميز بعدد من العادات والتقاليد التي تعكس قيم المجتمع وتاريخه. ومن بين هذه العادات، عادة دفع الأطفال إلى الأقارب، مثل الخالات والعمات، من العادات الشائعة التي تعزز الروابط الأسرية وتقوي علاقات القرابة. هذه العادة تعكس قيم التضامن والتعاون بين أفراد الأسرة والمجتمع، ولكنها تحمل في طياتها تحديات عاطفية قد تؤثر على الأطفال والوالدين على حد سواء.

التأثير الإيجابي
تعزز هذه العادة التماسك الأسري وتقوي الروابط بين الأجيال، حيث يكتسب الأطفال من خلالها مهارات اجتماعية وعلاقات جديدة مع الأقارب. كما توفر هذه العادة فرصة للأمهات والآباء للتركيز على جوانب أخرى من حياتهم، مثل العمل أو الدراسة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم في تعليم الأطفال القيم الأسرية والاجتماعية الهامة مثل التعاون والمشاركة.

التحديات والمخاطر
ومع ذلك، قد تؤدي هذه العادة إلى تحديات عاطفية للأطفال، حيث قد يشعرون بالانفصال عن والديهم ويفقدون الشعور بالأمان والاستقرار. كما قد تؤثر على العلاقة بين الوالدين والأبناء، حيث قد يشعر الوالدان بالذنب أو القلق بشأن ترك أطفالهم مع الأقارب. ومن الممكن أن يؤدي هذا الانفصال إلى مشاكل نفسية أو سلوكية لدى الأطفال إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.

الآراء. و.الشهادات
أكد العديد من الأسر السودانية أن هذه العادة تعزز الروابط الأسرية وتقوي العلاقات بين الأقارب. بينما أشار بعض الخبراء في مجال علم النفس إلى أهمية مراعاة احتياجات الأطفال العاطفية والنفسية عند اتخاذ قرار إرسالهم إلى الأقارب. كما أوضحت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يتم إرسالهم إلى الأقارب قد يحتاجون إلى دعم إضافي لمواجهة التحديات العاطفية التي قد تنشأ.

من الناحية القانونية
من الناحية القانونية، تُعتبر حقوق الأطفال في السودان محمية بموجب القانون المدني والقوانين الخاصة بحماية الطفل. ومع ذلك، فإن تطبيق هذه القوانين في سياق عادة دفع الأطفال إلى الأقارب قد يكون معقدًا. يُشدد القانون على أهمية حماية مصالح الأطفال وضمان حقوقهم في الرعاية والحماية. يجب على الأسر والجهات المعنية مراعاة هذه الحقوق عند اتخاذ قرارات تتعلق بإرسال الأطفال إلى الأقارب.
بعد اخذنا عدد كبير من اراء السودانين في النهاية، تُظهر هذه العادة أن هناك حاجة إلى توازن بين تعزيز الروابط الأسرية وتلبية احتياجات الأطفال العاطفية. من المهم أن تُدار هذه العادة بحكمة لضمان تحقيق الفوائد المرجوة منها مع الحفاظ على حقوق واحتياجات الأطفال.

ما يجب فعله

ضرورة توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الذين يُرسلون إلى الأقارب.
تعزيز التواصل بين الوالدين والأبناء خلال فترة الانفصال
العمل على تعزيز الوعي بأهمية تلبية احتياجات الأطفال العاطفية والنفسية
إجراء دراسات وأبحاث حول تأثير هذه العادة على الأطفال والأسر في السودان.
تطوير برامج توعوية للأسر حول كيفية التعامل مع الأطفال خلال فترة الانفصال مراجعة وتحديث القوانين واللوائح المتعلقة بحماية حقوق الأطفال في سياق هذه العادة.

تظل دفع الأطفال إلى الأقارب في السودان عادة متجذرة في الثقافة والتقاليد، ولكن من المهم أن يتم التعامل معها بوعي ومسؤولية لضمان مصلحة الأطفال وأسرهم. من خلال العمل المشترك بين الأسر والمجتمع، يمكن تعزيز الفوائد المرجوة من هذه العادة وتقليل التحديات المحتملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى