بيت الشباب بالقضارف ما بين ترتيبات استقبال المتأثرين ومعالجة اثار الحرب ..
تقرير : عبد القادر جاز
تعتبر ولاية القضارف الثانية بعد الجزيرة من حيث استقبال المواطنين الفارين من الحرب الدائرة بالخرطوم التي أجبرت الكثيرين على الخروج والبحث عن حياة آمنة مستقرة، والقضارف كعادتها الملجأ الأمن لاحتضان الفارين من المواطنين والأجانب وصولاً إلى ذويهم عبر غرفة الطواري التي أعدتها حكومة الولاية والمبادرات المجتمعية السباقة لإحياء العمل الإنساني الطوعي خدمة للمصلحة العامة، وكان بيت الشباب واحدا من واجهات الاستقبال للوافدين ومن ثم تم توزيعهم إلى دور الإيواء وفقا للإجراءات المتبعة في مثل هذه المواقف. تكثيف الجهود :
أوضح الأستاذ أيوب محمد خميس مقرر غرفة الطواري بالقضارف أن الغرفة مكونة من (٢٩) مبادرة مجتمعية للمساهمة في تقديم الخدمات للنازحين جراء الحرب الدائرة بالخرطوم، مؤكداً أن الغرفة باشرت عملها منذ السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم، لاستقبال الوافدين من الخرطوم سواء كانوا من أبناء الوطن أو الأجانب، كاشفا عن أعداد الذين تم استقبالهم وعبروا إلى الجارة إثيوبيا من السودانيين والأجانب قد بلغ أكثر من ستة ألف أسرة، بينما (٢٤) ألف أسرة سودانية تم توزيعهم على مستوى الأحياء السكنية، منوها ان أعداد الوافدين في تزايد بواقع اثتي عشرة أسرة فى اليوم، مشيرا إلى التدخل الحكومي والمنظمات الدولية و الوطنية عبر الدعم المباشر والبعض منهم عن طريق تقييم الوضع وتقديم الملبوسات والأدوات المنزلية، وأضاف بقوله: إننا كنا نتخوف من تدفقات الأجانب ولكن بقي أن نقول إن السودانيين أعدادهم في تزايد مستمر يتوافدون على بيت الشباب، باعتباره مقرا للإقامة لمدة (٢٤) ساعة، مشيرا في هذا الخصوص إلى أن دور إيواء أستقبلت شريحة النساء والأطفال بداخلية كلية الطب وبالاضافة إلى الشباب والآباء تمت إقامتهم بداخلية عمر بن عبد العزيز بجانب معهد حاج الحسن واستراحة المعلمين، مؤكدا أن التحدي الأكبر في المسائل المتعلقة بالجوانب الصحية والعلاجية علاوة على توفير الدواء والغذاء الكافي، مشيدا بالدور الطليعي الذي تبذله بلدية القضارف عبر مكتب الصحة في إصحاح البيئة وتوفير المياه وكلورتها يوميا دون توقف، وطالب الحكومة والمنظمات بتكثيف الجهود لأجل توفير الغذاء والخدمات الصحية والسكنية حتى نتفادى الإشكاليات المرتبطة بفصل الخريف. دفع الضرر:وأعرب عبد المنعم أحمد النور النازح من ولاية الخرطوم (الصحافة) عن بالغ أسفه للتشريد الذي حل بهم منذ شهر رمضان المعظم جراء القتال ما بين الجيش وقوات الدعم السريع دون الوضع في الاعتبار لهذا الشهر الفضيل، وكشف عن تعرضهم إلى قصف كثيف من النيران التي أحدثت الدمار والخراب في المنازل والممتلكات، مبيناً أنهم على هذا الأساس اضطروا للخروج من الخرطوم والتوجه إلى ولاية القضارف في رحلة استغرقت يومين حتى وصلوا القضارف، مؤكدا أنه في مدينة القضارف تم استقبالهم استقبالا حارا وقدموا لنا المساعدات الأولية ببيت الشباب، معتبراً أن هذا أعطاهم الإحساس بالأمان وخفف عليهم وعثاء السفر وما ترتب من تبعات، مثمناً الأدوار الكبيرة التي ظل يبذلها الشباب المتواجدين ببيت الشباب من تسريع الإجراءات، مستطردا أنهم في أشد الحوجة للمساعدة بتوفير السكن والإعاشة لتغطية الاحتياجات الحياة الآمنة، داعيا إلى ضرورة التنبيه إلى أنه ليس للحرب منفعة للمواطن ولا منتصر من طرفي الصراع من واقع القتل والنهب والسرقة التي طالت كل أسرة بالخرطوم، متسائلاً ما الكيفية التي يمكن أن يتم بها معالجة دفع الضرر ما بعد إيقاف هذه الحرب؟
النتيجة الصفرية :قال محمد أحمد السميح النازح من ولاية الخرطوم (أمدرمان، القليعة) إنهم لجأو ا إلى مدينة القضارف نتيجة للحرب اللعينة التي أرهقت الأرواح وبين عشية وضحاها نشد الرحال إلى خارج ديارنا، كاشفا عن الأسباب التي عجلت برحيلهم بسبب قربهم من معسكري نيفاشا والصفوة مما جعل معظم سكان المنطقة يفكرون في الفرار والهرب إلى مكان آمن، موضحا أن الرحلة إلى القضارف كانت شاقة وصعبة للغاية من كثرة الأسئلة في نقاط التفتيش من قبل أفراد الدعم السريع والجيش، بجانب ارتفاع قيمة تذاكر السفر عبر الدفارات وصولاً إلى القضارف، مضيفا بالقول طاب بنا المقام بعد أن استضافتنا أسرة بأحد أحياء المدينة، مضيفاً أن السكن لن يسع أكثر من أسرة باعتبار أنهم ثلاثة أسر يصعب عليهم الاستقرار في ذلك المنزل، مبيناً أنهم على ضوء ذلك لجأوا إلى غرفة الطواري في بيت الشباب ووجدوا حسن الاستقبال وتسهيل الإجراءات لإيجاد مأوى لهم، ووصف القتال الدائر بهذه الصورة من المستحيل أن تكون له نتيجة إيجابية للمواطن، وجزم بأن المواطن الذي فقد كل ما يملكه بعد إيقاف الحرب سيبدأ حياته من الصفر نتيجة للخراب والدمار، مؤكدا أن الحل هو إيقاف تلك الحرب في أسرع وقت ممكن، وتقديم المساعدات الممكنة للنازحين.