د أحمد الصديق أحمد البشير يكتب في عمود (قطر الندي )واشتعل الراس شيبا. …

كتب د. أحمد الصديق أحمد البشير
نحو عامين الا قليلا كادت البلاد تضيع منا، عشنا لحظات مريرة في احاين كثيرة كان الشك ندا لليقين بأن بلادنا محروسة بأهل القرآن والتكايا التي تطعم الطعام على حبه للمساكين والفقراء، وطنين القرآن لم يصمد في الخلاوي ونار التقابة تفض جنح ظلام الواقع المرير. عاش الناس تجربة مريرة (بالتهجير) من أحب البقاع إليهم (بيوتهم ومراتع الصبا) لولا أن الجنجويد اخرجوهم، لم تكن تكون البيوت والنجوع التي هجرها الناس من وحشة الحرب وبشاعة الجنجويد مجرد جدران وغرف بل كانت ذكريات ورحلة حياة تكتبها حروف المقتنيات التي تحكي رحلة الكفاح الطويل، فقدانها يمكن أن يعوض ولكن يبقى الإرث الذي ضاع رواية محفوظة في ذاكرة الناس بمثابة تاريخ شفاهي كحال كثير من ارثنا التليد الذي لم يدون ولكنه محفوظ في صدور الناس يهرعون إليه في لحظات صفاء خالدة.
سنعود بإذن الله، ولكن كم فقدنا من ذكريات وكم نحتاج من الوقت لمحو الخبرات الأليمة وهل المكان كما كان أم فقدنا من تعودنا على رفقتهم في الحياة، ستدور عجلات الحياة لأنها لا تنتظر أحد ولكن هنالك أركان في النفس تم هدمها أصبحت بمثابة أطلال سيقف كثيرا منا حولها يطوف ويبكي ويردد هنا كانت لنا ذكريات غبرت بأمر الحرب اللعينة التي فرضت علينا ولم تكن خيارنا، ولكن بحمد الله أن القربات كان كافي برغم عظمه بأن يحفظ الوطن للأجيال القادمة التي يجب أن تعي الدرس وتتعلم منه ما يعينهم على الحفاظ على مستقبلهم باكمل واجمل من الذي مضى، التجارب المريرة التي لا تقتل ستكون عونا لتصحيح المسار في المستقبل لأن قدر الإنسان أن يتعلم من تجاربه وان يدون خبراته في سفر الحياة سيرة تستفيد منها الأجيال اللاحقة. هي تجربة تحتاج كل فرد أن يكتب فيها سطرا لتكون ملحمة تحكي مأساة شعب، عاش كابوس يجب أن يستفيق منه بوعي المطلوب من أجل القادم.
الحمد لله أولا وأخيرا ثم شكرا قوات الشعب المسلحة التي جعلت الكفة ترجح لصالحها بالصبر والإيمان وسلامة العقيدة القتالية.يجب أن نعيد التفكير في كثيرا من التقاطعات التي صنعت هذا الواقع من أجل نهضة نستعيد بها الثقة في أنفسنا وفي مقدرات بلادنا المحسودين عليها، يجب أن نعلم كسودانيين أن تجربتنا السياسية كان بها خلل حينما لم نفكر في البلاد بل كان التفكير في مصالح ذاتية اقعدتنا عن ركب التطور وان نكون في الصف الأول للنهضة والعمران.عاش وطننا العظيم حرا من دنس الاوباش معافى من نوائب الدهر بسلامة القلب والروح بتفويت المصلحة الذاتية من أجل الأجيال المتعاقبة فالتاريخ لا يرحم وامامنا فرصة تاريخية من أجل أن نكتب مجد عظيم أن خلصت النوايا.