إبراهيم شقلاوي يكتب :نداء السودان من أجل تجاوز الكارثة الإنسانية بسوريا وتركيا .
الخرطوم :إبراهيم شقلاوي
تظل العلاقات الإنسانية بين الشعوب تمثل دائمآ الحبل السري الذي يغذي الشعوب و المجتمعات ويبعث فيها الحياة حين الكوارث المفاجئة.. كما تظل العلاقات المتبادلة بين السياسة وعمليات العنون الإنساني الخارجي حتمية لأي بلد لذلك يجب أن يقوم السودان بواجبه الإنساني في هذا التوقيت تجاه شعبين عزيزين ظلا يشكلان حضورا فاعلا في دعم السودان في كافة المحافل الإقليمية والدولية على كافة المستويات .. كما ظلت تركيا حاضرة في السودان في جميع مشاريع التنمية التي استفاد منها الشعب السوداني في الكهرباء وحصاد المياه والطرق والجسور والتعليم والصحة وكذلك سوريا حين كانت بعافيتها.. لذلك يعتبر هذا الدور مهما أن ينهض الشعب السوداني لرد بعض الجميل والوفاء لشعبي تركيا وسوريا بالتركيز على أهمية الحضور الدولي والاقليمي كغيره من الشعوب في مثل هذه الأوضاع .. فقد بدأ واضحا حجم الاستجابة الكبير الذي ابداه المجتمع الدولي لنجدة دولتي سوريا وتركيا لتخفيف آثار هذه الكارثة الإنسانية .
حيث ذكرت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء في آخر احصائيه أن عدد المتضررين جراء الزلزال المدمر الذي ضربا تركيا وسوريا وبعض المناطق الاخري قد يصل إلى 23 مليونا في البلدين .. ومع مرور الوقت على هذا الزلزال الذي حدث مطلع هذا الأسبوع بدأت تنكشف حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وامتدت آثاره إلى سوريا وبعض المناطق الاخري حيث فقد عشرات آلاف السكان في البلدين منازلهم.. وباتوا في العراء دون مأوى وقد بات اخرين في سياراتهم أو في الحدائق العامة او في مراكز للإيواء حيث تسارع السلطات المحلية في البلدين ومنظمات المجتمع المدني في عدد من دول العالم لحشد جهود الإغاثة الإنسانية التي توجبها مثل هذه الظروف.. فإن المتابع للأحداث يري حجم الكارثة الإنسانية التي حلت بالبلدين والتي مازالت تداعياتها تشكل حجم الكارثة الكبيرة.
بالرغم من هذه التداعيات وهذا الظرف الإنساني الذي يحيط بالاصدقاء والأشقاء في تركيا وسوريا وبعض المناطق الاخري والتي شهدت هبة دولية وأسعة من خلال الجهود الرسمية والمنظمات الإنسانية العاملة في مجال الغوث الإنساني والكوارث.. نرصد الغياب الواضح الفاعل للحكومة السودانية ومنظمات العمل الطوعي والتي يشكلها واقع السودان الحديث فكما نعلم لديها خبرات وافرة وتجارب مميزة وحضور جيد ظل محل تقدير لدي الكثير من المراقبين والمهتمين بالعمل الإنساني.. لماذا لم يبادر السودان حتى الان تحت أي لافتة رسمية او سياسية او مجتمع مدني لاغاثة الشعب في سوريا او تركيا.. ولماذا غاب الهلال الأحمر السوداني الذي ظل حاضرا في كوارث اخري بابتعاث الكوادر الطبية والمختصين في مجال التعامل مع الكوارث الإنسانية .. فقد عرف السودان منذ القدم بحضوره الدولي والاقليمي في الملمات والكوارث وله في ذلك إرث عظيم في إغاثة الشعوب الجارة والصديقة .. لذلك ننتظر من مفوضية العون الإنساني وكافة المنظمات الطوعية ان تنهض في حراك إنساني فاعل عبر العمل المباشر او التنسيق مع المنظمة العربية ومكوناتها الإقليمية او من خلال الهيئات والجمعيات الوطنية لأجل خدمة العمل الإنساني من خلال استنهاض إدارتها الفاعلة وكافة الواجهات المهنية المتخصصة لدراء هذه الكارثة عن شعبي تركيا وسوريا وفي ذلك تأكيد على وجود السودان ضمن الاسرة الدولية و تعزيز القانون الدولي ورفع كفاءة منسوبي ومتطوعي الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر السوداني .
فذلك متعلق بتعزيز العمل الإنساني لتخفيف المعاناة الإنسانية للمتضررين من الكوارث والأزمات.
حسنا اعلنت قوات الدفاع المدني التي تتبع للشرطة وزارة الداخلية بإرسال فصيلة متخصصة من فرقة الإنقاذ البري إلى تركيا لتقديم يد العون والمساعدة في انتشال الجثث والبحث عن المفقودين من ضحايا الزلزال الذي ضرب دولة تركيا وتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.. حيث يعد ذلك غير كافيا بالنظر الي حجم الكارثة.. حيث تفيد متابعاتنا ان (المكتب الصحفي للشرطة) أعلن أن الفصيلة الذاهبة للعون الإنساني تتكون من خبراء في عمل الإنقاذ البري مشهود لهم بالكفاءة على مستوى الوطن العربي والإفريقي ويمتلكون معدات وأجهزة رادار للبحث عن المفقودين تحت الأنقاض وهي أجهزة متخصصة للانهيارات والبراكين والزلازل وتعتبر أحدث الاجهزة الموجودة علي مستوى العالم تم جلبها بواسطة قوات الدفاع المدني والمجلس القومي للدفاع المدني لتواكب المتغيرات المتسارعة في العالم، علماً بأن هذه القوات نالت تدريباً متقدماً في تركيا ومصر
ننتظر كذلك مزيد من العون والفاعلية من منظمات المجتمع المدني والعاملين في المجال.. فإن حجم الكارثة اكبر مما تنقله أجهزة الاعلام.
يظل هذا هو ندا السودان الوطني الذي يوجب أهمية توحيد كافة الجهود الرسمية والشعبية التي عرف بها الشعب السوداني في مثل هذه الظروف الإنسانية لاجل شعبين عزيزين ظلت تربطنا بهم كثير من اواصر الاخوة وجانب من التاريخ المشترك.. دعواتنا للاصدقاء وكافة الشعبين في سوريا وتركيا بالسلامة والأمن والطمأنينة ولطف الكريم .
دمتم بخير