المخدرات أفة المجتمع وخطر جاثم علي الشباب بالبلاد
كسلا : إنتصار تقلاوي
تحقيق
كسلا تتفتح مركز عافية المتخصص لمواجه إدمان المخدرات في ظل
انتشرت المخدرات بكسلا بشكل لافت وخطير وتعود أهم أسباب انتشارها لزيادة المرووجين بل اصبحت مهنة يمتهنها البعض من أجل الكسب السريع والثراء الحرام وكثر توقيف المشتبه فيهم بجرائم تتعلق بالمخدرات في مراكز الشرطة بكسلا
كذلك ارتفاع معدلات إدمان المخدرات من قبل شريحة واسعة من الشباب الكسلاوي جعل الولاية تفكر لأول مرة منذ تأسيس مراكز ووحدات خاصة لمعالجة الإدمان وسط عجز حكومي واجتماعي واضح للحد منه خلال الفترة الحالية. وعلى الرغم من نجاح شرطة مكافحة المخدرات والمباحث المركزية والفدرالية وكل تشكيلات الشرطة في اعتقال العشرات من تجار المخدرات، ومصادرة الأطنان منها خلال عام ٢٢٠٢٢ فإن الواقع يشير إلى استمرار المستويات المرتفعة للإدمان في كسلا
ويري البعض في قانون تجارة المخدرات والمؤثرات العقلية ضعيف وغير رادع وينادي المجتمع بإيجاد حلول لهذه المشكلة و التي تسببت في كثير من المشاكل فجاءت الخطة لإنشاء وحدات خاصة
خاصة لمعالجة الإدمان وتوفير المخصصات المالية اللازمة ليكون مركزآ إنموذجا لمعالجة الإدمان.
٥٩% من الشباب بكسلا مدمنين
ولعل التفكير الجدي للحكومة بكسلا في إنشاء هذه المراكز جاء بعد النسبة المرتفعة للمدمنين وازديادهم كل عام
البطالة سبب رئيس
أهم أسباب انتشارها يعود لسوء الأوضاع الاقتصادية ونسبة البطالة الكبيرة التي تؤدي إلى إقدام كثيرين من الأشخاص على تناول المواد المخدرة ظناً منهم أنها تنتشلهم من هذا الواقع. وأضاف و أن “دور المنظمات المعنية بمتابعة ملف المخدرات في كسلا ضعيف ويكاد لا يشكر ودون مستوي الطموح عكس الجهود الرسمية من أجل القضاء على انتشارها بمتابعة ملف المخدرات أن “أغلب المنظمات والجهات الحكومية تعوّل على مبدأ العقاب، وهذا غير كافٍ للقضاء على هذه الآفة الخطيرة”.
المناطق الفقيرة
أن “نسبة الإدمان قد تصل إلى 50 في المئة من الشباب، لكن هذا الأمر غير مكتشف بشكل رسمي إذ يوجد الأشخاص الذين يعملون بالمخدرات ويروجون لها في مختلف المناطق، وليس في منطقة محددة إلى ان ٧٠ في المئة منها في الأحياء الفقيرة والمناطق التي تكثر فيها البطالة وغيرها من المشاكل الاجتماعية
تورط الجميع
ولم يعد تعاطي المخدرات مقتصراً على الرجال، بل كانت النساء والطلاب من ضمن المتعاطين و أن “جرائم المخدرات لم تعد محصورة بالرجال، بل أصبحنا نلاحظ تورط النساء في تلك الجرائم وعلى الرغم من ويىجح ذلك لعدن وجود عقوبات رادعة تصل الإعدام ضد الاتجار بالمخدرات بل العقوبات على المتعاطين والمروّجين تشمل غرامات مالية ضد المتعاطين وفق قانون المخدرات والمؤثرات العقلية الذي تم تشريعه عام 2017 بعد عجز القوانين السابقة عن معالجة الظاهرة الكبيرة فإن الأعداد بازدياد.
11 ألف متهم
وتقول السلطات الامنية بكسلا، إن الأجهزة الأمنية في الوزارة ألقت القبض على أكثر من ٣ ألف شخص بتهم تتعلق بالمخدرات كذلك ألقت القبض على ٢٠٠ متهماً بقضايا المخدرات من الفترة من يناير وحتى ديسمبر ٢٠٢٢ فضلاً عن ضبط كميات من المخدرات تصل الى ربع طن إضافة إلى مليون ونصف المليون حبة من قبل ادارة مكافحة المخدرات”.
أكثر من 1000 مدان
وكانت القضايا المطروحة أمام القضاء كبيرة خلال ٢٠٢٢ففي إحصائية لرئاسة محكمة استئناف كسلا التي تضم الغالبية الكبرى من السكان في كسلا فضلاً عن عدد كبير من الأحياء الطرفية الفقيرة
كشف عن صدور 1007 أحكام بحق المتاجرين والمتعاطين للمواد المخدرة خلال العام الماضي. وأوضح رئيس محكمة استئناف بكسلا أن محكمة الجنايات أصدرت 390 حكماً بحق المتاجرين والمتعاطين للمواد المخدرة في وقت أصدرت محكمة جنح كسلا 617 حكماً بحق متعاطين للمواد المخدرة”.
غرب كسلا هي الأعلى
وبحسب القاضي مولانا بابكر احمد فإن هناك تصاعداً في الأعداد منذ عام 2019 وقال، “محكمة الجنايات أصدرت 885 حكماً بحق المتاجرين والمتعاطين للمواد المخدرة عام ٢٠٢٢ وعام ٢٠١٩
وشددت مفوضية حقوق الإنسان بكسلا على ضرورة الإسراع بإنشاء دور العلاج لا سيما في ظل العدد الهائل من المدمنين. وأشارت إلى أن إنشاء تلك المراكز يحتاج إلى عدد كبير من الأطباء النفسين الذي يعاني السودان نقصاً كبيراً فيهم. وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان سارة بابكر إن هناك أكثر من 50 في المئة من الشباب يتعاطون المخدرات والمؤثرات العقلية، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن هناك لجنة معنية لمكافحة المخدرات، فإن الملف متروك للجهات الأمنية والقضائية. وأضافت أن “إنشاء دور لعلاج المدمنين خطوة ايجابية باعتبار أن كل متعاطي يُعد مريضاً وقضية تركه المخدر ستوصله إلى الموت لافتاً الى أن إنشاء دور علاج المدمنين يحتاج إلى مخصصات وتعاون دولي في هذا الملف.
نقص حاد في الكوادر
وأكدت سارة وجود نقص حاد في الكوادر النفسية وهذا يحتاج إلى إعطاء أولوية صحية إضافة إلى الأولوية الأمنية والقضائية في التركيز على أسباب توجه الشاب والمجتمع للمخدرات والمؤثرات مبيناً أن قضية المخدرات بدأت تنمو بعد عام ٢٠١٨
معالجة الأسباب
بدورها، قالت العقيد نور مدير مركز عافية لعلاج الادمن إن من الضروري طمأنة المرضى المدمنين بشأن إمكانية احتوائهم بتلك الدور وألا تطاولهم الإجراءات القانونية مشددة على ضرورة معالجة أسباب الإدمان. وأضافت أن الشباب بكسلا لم يعرفوا الإدمان الا في الفترة الماضية، وهذه الآفة بدأت تستفحل خلال السنوات الماضية بسبب الأزمات، مشيرة إلى أهمية معالجة الأسباب التي يعانيها الشاب فضلاً عن إنشاء دور لإيواء المدمنين. وقالت إن كثيرين يتخوفون من دخول تلك المصحات خوفاً من أن يقال إنهم مدمنون، فضلاً عن آخرين يتخوفون من الإجراءات القانونية التي قد تطاولهم نتيجة إدمانهم داعيةً إلى حل هذا الأمر بطمأنتهم ونيل ثقتهم بهدف إنجاح علاجهم وفي افتتاح مركز عافية لعلاج الادمان بكسلا
افتتاح مركز عافية لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان بولاية كسلا
بحضور الاستاذ علي ابوفاطمة كرار ممثل والي ولاية كسلا تم افتتاح مركز عافية لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان بولاية كسلا