الإعلان السياسي حول الاتفاق الإطاري وتقاسم الكعكة محاصصة أم معالجة
![](https://tahapress.net/wp-content/uploads/2023/02/Screenshot_٢٠٢٣٠٢٢٠-١٧٤٢٤٤_WhatsApp-720x470.jpg)
القضارف: تقرير عبد القادر جاز
الشاهد أن ما يجري على الساحة السياسية السودانية يتلاحظ تباين في وجهات نظر القوى السياسية في ظل التجاذبات ما بين السياسيين والعسكريين ومدى تأثير ذلك على التوافق السياسي ومدلولاته التي سينتج عنها الاتفاق حول الإعلان السياسي للاتفاق الإطاري، السؤال الذي يطرح نفسه هل يعني هذا تقاسم الكعكة أم أن القوى السياسية وعت دورها وما يترتب على ذلك من تبعات على الساحة السياسية ؟
*سنة كونية:*
قال الأستاذ عروة الصادق القيادي في حزب الأمة القومي إن التباين والاختلاف في وجهات النظر سنة كونية يتخذ طابعا منظما بين وجهات نظر البشر الفكرية والسياسية والدينية والنوعية وغيرها، منوها أنه في حال تحول الخلاف إلى خلاف جذري يقود إلى صدام بين الفرقاء، مرجحا أن التباين والاختلاف هو أمر محتمل في الحالة السودانية التي تتخذ طابعا ما بين (المدنية والعسكرية) و(المدنية والمدنية) و(العسكرية والعسكرية) على حد تعبيره، مشيراً في هذا الخصوص إلى أن الأخطر هو النوع الأخير الذي ربما يقود البلاد لحتفها، ودعا إلى ضرورة أن تتواصل القوى السياسية المدنية الفاعلة لإكمال العملية السياسية وصولا إلى نهاياتها تحقيقا لمطلوبات الثورة في الحكم المدني عبر انتخابات حرة ونزيهة تؤسس لاستدامة الديمقراطية في السودان.
*كفاءات مستقلة:*
أكد عروة أن المراقب للعملية السياسية الجارية بحكم التجربة يظن أن الغرض منها اقتسام جديد للسلطة عبر محاصصة سياسية، واعتبر أن ذلك أمر عار من الصحة فالجميع مجمع على أن تكون ال ٢٤ شهرا القادمة ستكون حكومة انتقالية تدار بكفاءات مستقلة وتتفرغ القوى السياسية للنشاط الحزبي، وتكتفي بالمشاركة البرلمانية، مؤكدا أن القوى السياسية بمختلف أطيافها جادة من أجل تحقيق الانتقال المدني لتأسيس حكومة مدنية لاستعادة مكتسبات البلاد التي بددها الانقلاب، مستطرداً بقوله: بكل وضوح أن الأحزاب صممت الوصول إلى السلطة ولكن فترة الانتقال تحتاج لحكومة قومية تحقق رضا غالبية قوى الثورة والشعب السوداني، وقطع أن تهيئة المناخ التنافسي الحزبي لا يتحقق إلا بتحقيق مهام الانتقال الذي من أولوياته استكمال السلام وتفكيك بنية نظام التمكين.
*نظرة المصالح:*
وصفت الأستاذة نجلاء السماني أبوعائشة رئيس مبادرة محبي السلام أن الحالة السودانية ليست تباين في وجهات النظر، بل هي مصالح واقتسام للسلطة بشراء قوى سودانية مؤيدة لأحد الفرقاء، ولفتت إلى أن القوى السياسية تريد استخدام كل الوسائل من أجل الوصول إلى السلطة، مرجحة أن أكبر دليل على ذلك فقدان المشروع الفكري والسياسي الذي تلتف حوله الجماهير، مبينة في هذا الخصوص ظهور العديد من الأجسام والكيانات والانقسامات داخل التنظيمات على سبيل المثال: الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مجموعة الحسن التي وقعت على الاتفاق الإطاري والمجموعة الأخرى بقيادة جعفر فيما يسمى بالكتلة الديمقراطية، بجانب انقسام حركات الكفاح ما بين الإطاري والكتلة الديمقراطية وآخرون لا يتبعون هؤلاء، مستشهدة بوضعية مالك عقار الذي وقع على الإطاري ويعارضه مما يؤكد التباين غير المنطقي على حد قولها، وأضافت بقولها: إذا المجتمع الدولي يريد مصلحة السودان عليه المساعدة في جبر الضرر لاستقرار البلاد وثم البحث عن مصالحة مع الحكومة القادمة.
*أصحاب المشهد:*
اعترفت نجلاء بأن المكون العسكري نجح في اقناع المجتمع الدولي هو الذي يحقق مصالح الدول وأكبر دليل هو التطبيع مع إسرائيل، موضحة أن التطبيع من أولويات قائد الجيش من ثم ملف روسيا الذي يقودة قائد الدعم السريع، مؤكدة أن العسكر هم أصحاب المشهد الحقيقي، فهم يجتمعون بالقوى السياسية، ويدعون من يشاؤون ويرفضون من يشاؤون، وكشفت عن ضعف القوى السياسية بطمعها في السلطة فبهذا لا يمكن أن يحدث توافق سياسي، مبينة أن الحلول والمعالجات تكمن في أن تقرر مجموعة التحالف السياسي العريض بفرض هيبتها بحكومة قوية تخلق سلام وتوافق، أو انقلاب عسكري، وترى أن الانقلاب مستحيل، لكنه سيزيد من تعقيد المشهد السياسي، أو قيام انتخابات مبكرة، مرحجة أن ذلك لا يحدث باعتبار أنه لا يوجد إجماع على شخصية وطنية، معتبرة أن خيار الانتفاضة الشعبية هو البديل الأمثل في حال أن المشهد لم يتغير إلى الأفضل.
*النية الرخيصة:*
قالت نجلاء إن الاتفاق الإطاري مشروع مكتوب لا تعليق عليه باعتباره حدد محور العلاقة الخارجية الذي ظلت الحكومة الأولى والثانية في عهد حمدوك، معتبرة أن الاتفاق الإطاري معسكره إسرائيل وأمريكا، وكشفت أن القوى السياسية تمثل الدور الثالث الذي يريد استلام مبلغ المشهد الضعيف عبر الحصص بالمشاركة في السلطة في الفترة الانتقالية، مؤكدة أن هنالك جهة تدعم الإطاري لكنها أقوى من قوى الإطاري فما زالت القوى السياسية تريد تصفية حساباتها، موضحة أن هذه القوى لا تمتلك مشروع ولا الشارع ولا جماهير ولا إرادة التمسك بالسلام وهمها الوصول إلى السلطة وكعكة النية الرخيصة، مشيرة إلى أن ما يترتب على ذلك فشل ثاني ما لم يأت رئيس وزراء يمتلك مشروع يدير به الاقتصاد ويطبق القانون ويمتلك قوات نظامية موحدة، قائلة إذا لم يتم تشكيل حكومة سيتكمن العسكر من السلطة ويبقى الحال في السودان على ما هو عليه، ودعت إلى ضرورة أن يتصالح البرهان وحميدتي مع الشعب السوداني خصوصاً مع أسر الضحايا ومن ثم النظر إلى استرجاع القوى السياسية لوضعها الطبيعي.