رأي

عبدالقادر جاز يكتب: حواء القضارف علي قدر التحدي بأن تحتفل بمناسبة العنف ضد المرأة والطفل

د. عبدالقادر جاز
بدعوة كريمة من اللجنة الإعلامية بوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بالقضارف لحضور حملة ال١٦يوم لمناهضة العنف ضد المرأة والفتيات، نعتبرها في مثل هذه الأيام مهمة، من واقع ما تمر به البلاد من ظروف بالغة التعقيد جراء الحرب الدائرة بالخرطوم وبعض أقاليم البلاد، وما ترتب عليها من تداعيات أثرت بشكل واضح على شريحة النساء والأطفال من قتل واغتصاب ونزوح مما انعكس سلباً على الحقوق الإنسانية للمرأة السودانية من تعذيب وأضرار جسيمة تخشي منها الأبدان، وما صاحبها من وضع معيشي بالغ التعقيد في كيفية التعامل معه للحفاظ ما تبقى من نفس في ظل حياة أصبحت مليئة بالحزن من واقع الفقد الجلل للكوادر البشرية التي تمثل الحاضر والمستقبل، والمرأة السودانية وما تعرضت له من عنف مباشر بأنواعه المختلفة من جراء الحرب اللعينة.
لكن رغم كل هذه المرارات والابتلاءات التي وقعت على شريحة المرأة السودانية… وكانت حواء القضارف على قدر من التحدي بأن تحتفل بهذه المناسبة عبر إدراة وحدة العنف ضد المرأة والطفل بوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بالقضارف بشراكة ذكية مع عدد من المنظمات الوطنية والاقليمية والدولية تأكد تضامنها القوى تناصرا مع أخواتها اللاتي واجهن جملة من الانتهاكات اللإنسانية من واقع الحرب الدائرة بالخرطوم وإقليمي دارفور وكردفان وما خلفته هذه الحرب من نزوح إلى ولاية القضارف التي تعتبر ثاني أكبر ولاية من حيث استضافة النازحين بمراكز الإيواء والمجتمع المستضيف، ولعل البرنامج المخطط لهذه الحملة كفيل بأن يحدث أثرا إيجابيا في نفوس النازحين خاصة النازحات للخروج من الصدمات النفسية وإعادة الروح وفقاً للتفكير الإيجابي والنظرة الفاحصة من أجل تحويل كل الآثار السالبة وما أحدثته هذه الحرب من دمار وتحويل ذلك إلى فرص إيجابية ودروس مستفادة كنقطة بداية حقيقية لرؤية استراتيجية جديدة بعيون لبنات أفكار حواء السودانية. الملاحظ أن ما يميز هذه الاحتفائية التنسيق المحكم من إدارة المنظمات بوزارة الصحة بحكم تعاملها الجيد مع ملف المنظمات العاملة في مجال الصحة، التي ظهر دورها الواضح (كبريق الضوء في ماء الذهب). على ضوء ذلك نرجو من الجهات المختصة أن يتم ترفيع هذه الإدارة إلى مؤسسة، وتكليف المرأة الحديدية د.أنسام علوب مدير إدارة المنظمات بملف العون الإنساني بالوزارة تقديراً لجهودها بهذا الخصوص لما تتمتع به من خبرات وتجارب ممتدة في مجال عمل المنظمات الوطنية والدولية للمرأة السودانية، وما ترتب عليها من تبعات أهم ما فيها الطابع الإنساني وانحياز لقضايا المرأة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى