رأي

ابراهيم شقلاوي يكتب في وجه الحقيقية، – خزان قولو وإستراتيجية الحرب. .

ابراهيم شقلاوي : يكتب في وجه الحقيقة

تظل قضايا المياه من القضايا المهمة ذات الأثر الكبير في زيادة فرص الاستقرار وبسط الأمن وسط المجتمعات المحلية.. لذلك نص القانون الدولي والإنساني على حماية مصادر المياه أثناء النزاعات والحروب ؛ لأنها تشكل مصدر حياة للإنسان كما نص كذلك على حماية الممتلكات العامة والخاصة.. وحماية الأفراد المدنيين وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949م المتعلقة بحقوق الإنسان خلال فترة الحروب.. فإن بروتوكولي سنة 1977م يحظران مهاجمة الأهداف المدنية، حتى لو تعلق الأمر بأهداف عسكرية.
حيث يجب التذكير في هذا الصدد بدور منظمات الحقوقية والإنسانية في أهمية القيام بواجباتها تجاه الانتهاكات الواضحة التي قامت بها قوات الدعم السريع المتمردة للمنشاءات المدنية في عدد من الولايات السودانية.. علاوة على الحماية العامة التي تتمتع بها الأعيان ذات الطابع المدني.أعلنت قوات الدعم السريع المتمردة الأحد الماضي السيطرة على خزان (قولوا) بولاية شمال دارفور حيث أمر القائد الميداني في القوات علي رزق الله الشهير بـ (السافنا) جنوده بإغلاق محطات تنقية المياه ومنع وصول إمداد المياه لمدينة الفاشر حسب مقطع فيديو جر تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي.. لم يمضي وقت طويل على ذلك لتعود القوات المسلحة السودانية والحركات المسلحة المتحالفة معها لتعلن استعادة خزان (قولو) غربي الفاشر بعد وقت وجيز من سيطرة قوات الدعم السريع على الموقع الذي يعد مصدر المياه الرئيس لعاصمة شمال دارفور.في هذا المقال نحاول أن نسلط الضو على هذا الخزان المهم والذي يقع على بعد 8 كيلو متر غرب مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور حيث يعد المصدر الرئيس لمياه الشرب والذي تم إعادة تأهيله ضمن عدد من مشروعات حصاد المياه ابان فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير..نذكر ان خزان( قولو) الذي يقع غربي مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور تم تشيده في العام 1947م بغرض حفظ المياه خلال فترة هطول الأمطار في الخريف لاستخدامها طوال العام.. تم ذلك على يد المستعمر الإنجليزي.. الا ان الخزان عاني الإهمال وعدم تجديد الصيانات الدورية خلا بعض المجهودات المحدودة التي ظلت تقوم بها حكومة الولاية من وقت لاخر .. حيث ظل الخزان منذ وقت طويل يعاني تراكم الطمي رغم انه يعد واحدا من أهم المشروعات الحيوية المنتجة لمياه الشرب في مدينة الفاشر.. في خريف العام 2009م حيث استشعر السودان أهمية الاستفادة من مياه الأمطار التي تمثل 40٪ من الموارد المائية بالبلاد.. أسندت رئاسة الجمهورية لوحدة تنفيذ السدود تنفيذ التابعة لوزارة الري السودانية مشروعات حصاد المياه بكافة الولايات السودانية.. علي ان تعطي الاولوية بحسب معدل تساقطع الأمطار لعدد من ولايات التماس .. اعقب ذلك العديد من البرامج التنموية بما في ذلك مشروعات حصاد المياه فيما عرف بإستراتيجية سلام دارفور و مناطق النازعات و مشروعات الرحل العائدين من جمهورية جنوب السودان..بعد تكليفها بتنفيذ مشروعات حصاد المياه.. اطلعت وحدة تنفيذ السدود علي التجارب السابقة المنفذة بالسودان، كما وقفت على تجارب بعض الدول العربية (تونس والمغرب) مما جعلها تتجه لعمل منهج واضح لتنفيذ هذه المشروعات ذات الأثر الكبير علي السكان المحليين.. بجانب ماتسهم به في دعم الاستقرار والامن و منع النزاعات حول المرعي خلال فترة الخريف.. شرعت وحدة تنفيذ السدود في تنفيذ مشروعات حصاد المياه لدعم برنامج العودة الطوعية بعدد من الولايات ضمنها ولاية شمال دارفور.. حيث قامت باعادة تأهيل عدد من المشروعات تتضمنت تأهيل خزان ( قولو الذي نحن بصدده الان بجانب خزان أبو جداد ورهد أم قديت وخزان بوبا) بجانب تشييد خزانات جديدة مثل ( هلالية، ودامرة الشيخ، وترفو جرى) فضلا عن العمل في الحفائر والآبار الجوفية في مختلف محليات الولاية.
ظلت هذه المشروعات تساهم في تخزين مياه الأمطار في فصل الخريف..حيث اوجدت قدر كبير من الاستقرار الأمني والاجتماعي بالولاية.. لذلك يظل ندائنا بأهمية ابعاد الحرب عن مصادر المياه التي تمثل لانسان دارفور شريان الحياة الأوحد في ظل النزاعات المتجددة بهذا الإقليم المنكوب.. كذلك لابد من استئناف برامج الصيانة الدورية لهذه المشروعات عبر الجهات المعنية فقد تأثرت كثيرا خلال الفترة الماضية جراء عدم الصيانة.. كما أن هطول الأمطار هذا العام يحتاج إلى المسارعة بإعداد هذه الخزانات لاستقبال مياه الأمطار التي تشير التوقعات انها ربما تتجاوز المعدلات الموسمية المتعارف عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى