أخبار

جامعة القضارف تطلق مبادرة مكافحة المخدرات للحد من تنامي الظاهرة وسط المجتمع

تقرير : عبدالقادر جاز

تعتبر المخدرات ظاهرة تنامت في الآونة الأخيرة بصورة مخيفة وسط المجتمع من خلال ما تناولته وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإعلامية بارتفاع معدلات التعاطي من واقع استمرار متعاطي المخدرات، والمرد السلبي لها على واقع الطلاب والشباب والأطفال، من هذا المنطلق استشعرت إدارة البحث العلمي والعلاقات الخارجية بجامعة القضارف تنامي هذه الظاهرة وانتشارها بصورة كبيرة تهدد التنمية البشرية لتعطيل التنمية في محاورها المختلفة، على هذا الأساس بنيت فكرة مبادرة مكافحة المخدرات وستشرع في تنفيذ عدد من البرامج والأنشطة التوعوية والإرشادية بتصميم حملة تستهدف رفع الوعي المجتمعي عبر الورش والندوات والفرق الثقافية والدراما المتجولة ومواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الإعلامية المختلفة في المرحلة المقبلة.
*ظاهرة مخيفة:*
أعلن البروفيسور هيثم رجب الرملاوي مدير إدارة البحث العلمي والعلاقات الخارجية بجامعة القضارف عن قيام مبادرة مكافحة المخدرات التي استشرت بصورة مخيفة على مستوى السودان، خاصة ولاية القضارف باعتبارها منطقة حدودية يسهل تداول المخدرات والترويج لها، وأوضح أن المبادرة نتيجة ما تناولته وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإعلامية من إرتفاع معدل تعاطي المخدرات وسط شريحة الشباب التي نعتبرها الركيزة الأساسية التي تنهض بالوطن وتبنى بها الدول، قائلاً إننا انطلاقا من أهداف الجامعة التي تنبني على خدمة المجتمع ستنطلق خلال الأيام القادمة المبادرة التوعوية لمجابهة المخدرات وتأثيرها السلبي على مستقبل الشباب والطلاب والمجتمع، وأعرب عن أمله أن ترى هذه المبادرة النور وتحقق أهدافها بتضافر جهود العاملين، منوها أن ما يحدث حقيقية هو خطر يداهم المجتمع السوداني في مورده البشري وصولاً إلى تدمير الأجيال، ودعا إلى ضرورة التعاون سويا لإنجاح هذه المبادرة للحد من خطورة المخدرات.
*النار في الهشيم :*
قال البروفيسور يحي حسب سيدو نائب رئيس المبادرة إن خطورة المخدرات وتأثيرها على الشباب ينعكس على مردودها السلبي على المجتمع، منبها أن انواع المخدرات الكميائية الصنع تختلف تماماً عن المخدرات الطبيعية العادية، مشيراً في هذا الخصوص إلى أن خطورتها تكمن في سهولة استخدامها وصعوبة إيجاد علاج لها، موضحاً أنه من الممكن أن تستخدم تلك المخدرات في المشروبات والحلويات من خلال الاحتياجات الفعلية اليومية للأطفال والشباب، وأضاف بقوله: إن المبادرة أتت لحماية أنفسنا واسرنا والمجتمع من هذه الظاهرة التي أصبحت كالنار التي تستشري في الهشيم، مستطردا أن هذه المسألة للحد من خطورتها لن تستطيع المبادرة ولا الجامعة ولا الإعلام، وإنما نحتاج بالتأكيد لتضافر كافة الجهود بما فيها الأسرة لمراقبة الأبناء، ودعا إلى أهمية الوضع في الإعتبار لمواجهة مثل هذه القضايا.
*ذاكرة الحرب :*
أوضح د.الحاج إبراهيم صيدلي تخصص عقاقير طبية من جامعة الجزيرة أن المخدر مادة علاجية، توصف بوصفة طبية ومقادير معينة بحيث لا تأثير على الجسم وتؤدي الأثر العلاجي المطلوب، بعيداً عن الآثار الجانبية السالبة، مؤكداً أن ظهور مخدر الآيس سيعيد ذاكرة استخدامه في الحرب العالمية الثانية من قبل الألمان للجنود في عهد هتلر من أجل ازدياد النشاط البدني للجنود لفترات أطول، ووصف هذه الفترة بأنها أدت إلى ازدياد حالات الانتحار والشروع في القتل، قائلا إن هذه الظاهرة ظهرت من جديد في بعض الدول ودخلت السودان عبر الحدود باعتبار أن السودان مترامي الحدود، وتكمن المشكلة في أن أول جرعة تؤدي إلى الإدمان مباشرة من دون إيجاد وصفة علاجية، وناشد كافة المكونات الاجتماعية والسياسية والإعلامية لشد الهمم لمجابهة المخدرات من خلال عمليات التوعية والإرشاد المستمر في المنازل والمقاهي والأندية ومواقع العمل المختلفة.
*مخاطبة العقول:*
أكدت الطالبة فريال محمد الأمين من كلية الصيدلة بجامعة القضارف أن المخدرات خطر على صحة الشباب ويمتد أثرها ليطال المجتمع، واعتبرت الشباب العنصر الرئيسي في بناء المجتمع بنسبة ٦٢٪ على مستوى السودان، دعت إلى أهمية استغلال الشباب مهارتهم وقدراتهم لقيادة مبادرات مجتمعية تساهم في مجابهة خطورة المخدرات التي تهدد الأمن والاستقرار في البلاد، وقالت إننا بحاجة إلى تسخير طاقاتنا الشبابية لإحداث تغيير وواقع أفضل لمواجهة تجار ومروجي المخدرات التي توزع على مستوى المدراس والمؤسسات والمقاهي وللأطفال في شكل حلويات تخاطب فضولهم وعقولهم دون شك فيها، مناشدة الأسرة بمراقبة وتقييم ما آلت إليه هذه الظاهرة المتجددة في المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى