رأي

عبد القادر جاز يكتب :العام ٢٠٢٣م ما بين اشتعال الحروب والتحالفات الناتجة عنها…

القضارف تقرير: عبد القادر جاز.
من الواضح أن دور العقلاء ومراكز الضغط غائب عن وضع حد لحرب روسيا وأوكرانيا والتي امتدت شرارتها إلى العديد من المناطق نتيجة لانسداد الأفق السياسي للمحاور وحلفائهم لإشعال الحروب الدائرة بكل من آسيا وأفريقيا وشبه القارة الأوروبية تمهيداً لحرب عالمية ثالثة قادمة وفقاً للمعطيات الماثلة.. يبدو أن هناك طرفا ثالثاً قد دخل على الخط الفلسطيني الإسرائيلي المشتعل أصلاً قبل المواجهات، مع الخوف من أن يقود ذلك إلى حرب لا تبقي ولا تذر بالشرق الأوسط، ما الذي لجأت له المحاور في الحروب الحالية بالاعتماد على أجهزة المخابرات، أم باللجوء إلى قوة السلاح ولماذا ؟ وما النتائج المتوقعة حسب المؤشرات والمعطيات؟
غياب الدور:قال البروفيسور أحمد عبد الدائم محمد حسين أستاذ التاريخ المعاصر والمحلل السياسي في العلاقات الدولية إنه بالفعل قد غاب دور العقلاء ومراكز الضغط عن وضع حد لحرب روسيا وأوكرانيا، لكون جماعات المصالح مستفيدة من هذه الحرب وتتغذى مصالحها عليها، فضلاً عن انقسام العالم إلى أربعة أقسام: أمريكا وحلفائها، روسيا وحلفائها، والدول المحايدة أو المستقطبة، تارة هنا وتارة هناك، بالإضافة إلى القسم الأخير فهو غير مشغول لا بهذه الحرب ولا بغيرها.
إنسداد الأفق: يرى عبد الدائم أن مسألة دخول طرف ثالث من عدمه على المشهد الفلسطيني الإسرائيلي قبل مواجهات 7 أكتوبر للعام 2023م، فيما يسمى بطوفان الأقصى لا يهم الانشغال به خلال فترة الحرب القائمة، باعتبار أن مساحة الغضب الفلسطيني أكبر وأعمق من أن يحركها طرف ثالث أو يستغلها طرف رابع وغيره، مبرهنا على أن انسداد الأفق السياسي أمام الفلسطينيين هو الذي قادهم إلى اللجوء لهذه المعركة والسعي لها خروجا من المعتقلات الكبيرة التي يعيشون داخلها في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية لمدة عشرين عاماً ، مؤكدا أنهم بطبيعة الحال يفكرون في تغيير أوضاعهم، ويدركون أن النتائج قد تقود إلى حرب شاملة تدمر بنيتهم وتقتل بنيهم، مرجحا بأنهم يموتون فعلاً بدون هذه الحرب، فكان لابد أنت يموتوا بكرامة وشرف بدلاً من أن يستسلموا للحصار والضييق والموت البطيء.الغضب والسياسات أقر عبد الدائم بأن المحاور التي خلقتها الحرب الروسية الأوكرانية قد أشعلت الحروب الدائرة حالياً في آسيا وأفريقيا وشجعت على الانقلابات العسكرية وأفسحت المجال للتعبير عن الغضب ضد سياسات الغرب ووجوه، فيما يخص السؤال المتعلق بإمكانية هذه التحالفات أن تقود لحرب عالمية ثالثة وفقاً للمعطيات الماثلة، أرى صعوبة الوصول لهذه النقطة مهما بلغ حجم العداء بين الطرفين لأسباب متعلقة بحجم الكوارث المتوقعة من ورائها، لهذا لا يريدون الوقوع فيها، متوقعاً أن يتأزم الموقف، وتجبر الأطراف على الاحتكام للحرب كحل أخير للمعضلات الماثلة.الإبداع والإبهار:
أكد عبد الدائم أن المقاومة الفلسطينية بالفعل أنهت أسطورة القبة الحديدية وجهاز المخابرات الإسرائيلي ووضعته في مصاف الدول من الدرجة الثالثة على حد تعبيره، متسائلاً هل من المتوقع أن نتصور لحركات المقاومة الشعبية أن تصل إلى ما وصلت إليه المقاومة الفلسطينية في تاريخ حركات التحرر الوطني طيلة الفترات الاستعمارية ؟ مستطردا بالقول: ما حقتتة المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس يعد مبهرا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فقد اخترقت التقنيات الحديثة وعطلتها واستخدمت وسائل متقدمة بأفكار بسيطة لدخول المستوطنات الإسرائيلية على بعض الثكنات العسكرية وإخراجها من عملها وقتل أكثر من (700) إسرائيلي وجرح ما لا يقل عن (2000) وأسر العشرات وتدمير المصفحات والدبابات في مشهد بطولي لا يجرؤ على الإقدام عليه إلا من كانت الشجاعة والعقيدة راسخة في قلبه. توظيف الأخطاءوأضاف عبد الدائم أن المحاور والتحالفات الشرقية والغربية قد لجأت لكل الأساليب في حروبها الحالية، سواء بالاعتماد على أجهزة المخابرات، أو باللجوء لقوة السلاح أو بالاعتماد على الاقتصاد أو بغيرها من الحيل الأخرى، موضحاً أن كل محور يسعى لتدمير الطرف الأخر من أجل الحصول على كل مكاسب، متوقعاً استمرار الحرب حتى يعلن طرف تغيير سياساته، أو استسلامه للطرف الآخر بقبول شروطه، مرجحا أن قوة التحالفات الموجودة تعطي المعركة زمنا أكبر لنهايتها، منوها أن الحرب الفلسطينية الإسرائيلية قد أعطت خلال اليومين الماضيين مكاسب للصين وروسيا داخل العالم العربي نتيجة لموقفهما المحايد من هذه الحرب، وإعلانهما هذا الموقف صراحة في مجلس الأمن الدولي، مضيفاً إذا خسر الغرب دعمه المطلق لإسرائيل سيسعى كل حلف للاستفادة من أخطاء الطرف الآخر ويوظفها لمصلحته وهو ما يعطي حياة وزخما لهذه التحالفات.
رأس الحية:أكد د.محمد اليمني باحث في العلاقات الدولية أن العالم يشهد متغيرات كثيرة على كافة الأصعدة المتمحورة إلى صراعات وحروب في كل بقاع العالم، متسائلاً ما الذي يريده الغرب من الحرب الروسية الأوكرانية خاصة دولتي أمريكا وبريطانيا رأس الحية لتلك الحرب ؟ مضيفاً أن هذه الحرب خسائرها فادحة، والعداء الذي بين هذه الدول مع بعضها البعض غاب عنه دور العقلاء، باعتبار أن النظم الحاكمة تحت رحمة أمريكا، منوها أن هذه الحرب أثرت بشكل مباشر على اقتصاديات الغرب نتيجة للمساعدات العسكرية التي قدمها لأوكرانيا.
نوعية الإستباقية:وصف اليمني عملية طوفان الأقصى بأنها عملية نوعية استباقية مختلفة عن أي عملية قامت بها المقاومة من قبل، مشيراً إلى أن هذه العملية أحدثت هزيمة تكتيكية واستراتيجية، وهزيمة استخباراتية، وتنبأ بتوسيع دائرة نطاق الحرب لتأخذ مسارا يؤثر على المنطقة العربية باعتبار أن الاحتلال الإسرائيلي يريد استرجاع ما خسره داخلياً وخارجياً. البداية الفعلية:أوضح اليمني أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل، من المستفيد ومن المتضرر من هذه الحروب ؟ كاشفا عن وجود نظام متعدد الأقطاب وليس قطبا واحدا، هذا من جهة، من جهة أخرى الصين القوة الاقتصادية العالمية وما تقوم به من تخطيط سواء في أفريقيا أو الشرق الأوسط وحتى في آسيا وفي العالم كله، لافتاً إلى أن هذا ما أغضب الولايات المتحدة الأمريكية كثيراً وأرادت أن تضع حلا لهذه التطورات الرهيبة والاستثمارات والاتفاقيات والشراكات في بقاع العالم.
*الدروس والمؤشرات:*
قال اليمني إن المقاومة أعطت درساً بليغا للكيان الصهيوني يدرس في المناهج مستقبلاً، مؤكدا أن كل المؤشرات والمعطيات تقود إلى الاتجاه إلى حرب ستستمر لأسابيع بل إلى شهور، وستفتح نتيجة لها عدة جبهات لحزب الله اللبناني ولإيران، مرجحا أن يكون للجاسوسية دور كبير في هذه الحروب والأزمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى