رأي

ياسر العطار يكتب :حاشاك يالقضارف من التقصير.

حاشاكِ يالقضارف من التقصير .
بقلم : ياسر العطار
عندما بدأت افواج النازحين تتوافد الي ولاية القضارف قطع والي القضارف إجازة العيد منذ اليوم الاول واستدعى أمين صندوق رعاية الطلاب من الاجازة وامره بفتح الداخليات لاستضافة جميع الفارين من حرب الخرطوم الي القضارف منهم نازحين سودانيين وطلاب وافدين اجانب يدرسون بجامعة افريقيا العالمية وبعض الجامعات الخاصة وبعثات دبلوماسية قصدوا القضارف للعبور الي اوطانهم عبر دولة اثيوبيا المجاورة عن طريق معبر القلابات الحدودي. وجه والي القضارف كل امكانات حكومته لتوفير بيئة سكنية طيبة لضيوف القضارف فقام عبر صندوق الطلاب بتجهيز نواقص الداخليات وتوفير مياه الشرب النقية عبر التناكر وتامين امداد الكهرباء وصيانة الحمامات والمرافق في الداخليات .والتزمت حكومة الولاية بتقديم وجبات مجانية للنازحين بدعمها لمطابخ المنظمات الشبابية ومبادراتهم المختلفة المنضوية تحت لجنة الطوائ المعنية باستضافة وإسكان وإطعام النازحين. عبر الالاف من الوافدين الاجانب الي اوطانهم ينقلون الصورة الرائعة التي رسمتها القضارف حكومة ومجتمعا في اذهانهم بكرم الضيافة وحسن المعاملة .وعندما تضاعفت اعداد النازحين السودانيين في الداخليات اضطرت حكومة القضارف لفتح المدارس الثانوية والابتدائية لإيواء النازحين حتي بلغت اكثر من (40) مركزا على مستوى المدينة تعدهم مجتمع القضارف وحكومته بالرعاية نزل خلالها ديوان الزكاة الولائي بثقله في تقديم المواد الغذائية والعينية وتوفير العلاج والمساهمة في حل المشكلات الخاصة بالافراد في الجوانب الاسرية وغيرها.فيما قدمت المبادرات الشعبية اعداد كبيرة من السلات الغذائية ومبادرات مزاد الحليب وجمع اللحوم من الجزارين والخضار من السوق المركزي وغيرها من المبادرات .وتدخلت جمعيات ومنظمات وطنية لتقديم الدعم المادي وتنظيم البرامج الترفيهة والثقافية وختان الاطفال وكان الراي العام وسط النازحين يقول لا بديل للقضارف الا القضارف. وعندما اقتضت الحاجة لفتح الجامعات لتخريج الدفعات الاخيرة التي انتظرت سنوات طويلة في مقاعد الدراسة كونت حكومة الولاية لجنة عليا لادارة وبحث أمر ايجاد مراكز بديلة عن داخليات الجامعة لترحيل النازحين وتم اشراك ممثلين منهم في اللجنة المعنية واختارت اللجنة افضل المدارس الثانوية في احياء ومواقع قريبة من مركز المدينة لا تبعد كثيرا عن سابقاتها اختاروا للنساء والاطفال المدرسة الاميرية الثانوية بحي السلمابي وللرجال مدرسة عثمان دقنة بالقرب من سوق الكودة وتم اخطارهم بذلك عبر اعلانات في الداخليات وعبر مناديبهم في اللجنة وتم تحديد يوم الاخلاء وعندما جاءت لحظة التنفيذ عارضت بعض المجموعات الامر ورفضت الاخلاء وخرجوا بهتافات مناوئة للسلطات وتدخلت الشرطة باطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المجموعات المحتجة دون ان يصاب اي شخص باذى جسيم عكس ما يروج له البعض عن مقتل اطفال واصابات وسط النازحين وهي اشاعات مغرضة .انتهى امر اخلاء الداخليات بسلام وكان يمكن ان تكون العملية افضل مما خرجت عليه للراي العام لو تعاملت اللجنة مع الاعلام بصورة مختلفة ..
الان بعض انجلاء المعركة يجب ان تلتزم حكومة القضارف بتعهداتها لاكمال النواقص في مراكز الايواء البديلة وان تستمر في دعمها عبر ديوان الزكاة ومؤسسات الرعاية الاجتماعية كما يجب ان تواصل مبادرات مجتمع القضارف في تقديم برامجها الانسانية في المراكز لتطيب خاطر المواطنين الذين اجبرتهم ظروف الحرب للنزوح الي القضارف .وكالعهد بها ستكون القضارف في المقدمة دائما حاشاها من التقصير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى